فضاء حر

دعوا الشباب يُجرِّبون الحرية

" تضامنا مع "الأولى" ومع "الشارع"

لسنا ضد ثورة 48،ولا ضد ثورة 55، ولسنا كذلك ضد ثورتي 26سبتمبرو14 اكتوبر المجيدتين، وحتى "الثورة الأولى مُدَرّع" لسنا ضدها.

ولكن عندما تكون هناك مواجهة بين الثورة وبين الحرية فنحن مع الحرية، بين المُدرَّعة الثورية وبين الكلمة، فنحن مع الكلمة،

بين "الثورة الاولى مُدَرَّع" وبين "الأولى" و"الشارع" فنحن مع الأولى الصحيفة، ومع "الشارع".

ولهؤلاء الحكام الثوريين الذين سطوا على ثورة الشباب السلمية نقول ما قاله الكاتب الفرنسي" اندريه مالرو":

" ان الانسان هو الحيوان الوحيد الذي يحتاج الى الحرية".

وليس ثمة شك في ان الانسان اليمني الذي عاش وما انفك يعيش تحت خط الفقر وتحت خط الحرية، والذي قُمِعَ وجُوِّعَ ونُكّل به باسم كل هذه الثورات هو احوجُ مايكون اليوم الى الحرية.

لقد مرت خمسون عاما على ثورة 26 سبتمبر

وانتم ايها الثوار الحاكمون

ايها الثوار في الحزب الحاكم

ايها الثوار مع الحزب الحاكم

ايها الثوار المعارضون للحزب الحاكم

ايها الثوار المنشقُّون عن الحزب الحاكم

ايها الثوار الحاكمون بعد خروج الحاكم

خمسون عاما مرت وانتم تُجرِّبون فينا كافة اشكال القمع.

خمسون عاما وانتم – في السلطة او في المعارضة – تقمعون وتتشاركون في سلطة قمعنا، وتتشابهون في توزيع التهم ضدنا ،وكذا في توزيع الصكوك الوطنية والثورية وصكوك الغفران.

خمسون عاما وانتم تحتمون بجدران الثورة، وتتمترسون بإيديولوجيات احزابكم الشمولية، تتعصّبون لها، وتعصبُون بها عيون الاعضاء، تحركونهم كالبيادق, وتسوقونهم كالقطعان، وتشحنونهم بالجهل والتعصب، بالبغضاء والكراهية، وتعيدون صنعهم على طريقة "بروكرست"في الاسطورة اليونانية، وتحولونهم الى مسوخ ادنى من مسوخ "اوفيد" واحط من مسخ "فرانز كافكا " في روايته الشهيرة "الانمساخ".

خمسون عاما !لاشك انكم شبعتم قمعاً، اما نحن فقد شبعنا خوفاً وصرنا من التخمة نتجشأ الخوف.

خمسون عاما ألصقتم بنا كل انواع التهم ،وفتحتم لشعبنا كل الابواب المؤدية الى الجحيم.

خمسون عاما !يكفي! عشتم زمنكم- زمن القمع- وعجزتم عن ان تفعلوا شيئا، وعجَّزتم.

والآن، لو سمحتم، دعو ابناءنا واحفادنا يعيشون زمنهم.

ومثلما جربتم القمع خمسين عاما دعوا الشباب يُجرِّبون الحرية.

عن اليمن اليوم 

زر الذهاب إلى الأعلى